أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
خيار أهل الشرقية ما بين العودة لحكم البعث أو الصمود والمقاومة ليتموضعوا سياسياً ويقرروا مصيرهم
في خضم الجرائم التي يرتكبها المحتل الروسي في الشمال السوري من قتل للأطفال والشيوخ والنساء وقصف بكافة أنواع السلاح والذخيرة وهدم للقرى والبلدات على رؤوس أهلها وتهجيرهم من مناطقهم في ريفي حماة وإدلب، وعلى بعد بضع مئات من الكيلومترات من كل ذلك يظهر العدو نفسه والأداة نفسها في شرق الفرات بمظهر الضامن كقوة فصل بين الأتراك وقسد بينما تعمل قواته وميليشياته ليل نهار لزيادة النفوذ والسيطرة على مناطق جديدة سواء بما يسمى المصالحات أو التهديد باستخدام العنف، الأمر الذي أتاح للاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية دخول مناطق في شرق سوريا للمرة الأولى منذ العام 2015.
إجرام الروس بحق السكان لإخضاع المناطق وبسط السيطرة:
وفي عام 2017 شن نظام الأسد الطائفي بمساندة الميليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي حملة عسكرية على المناطق التي كان يحكمها تنظيم داعش في غرب الفرات، وسيطر عليها بعد تدمير هائل في البنى التحتية مستخدما سياسة الأرض المحروقة، ارتكب الروس خلال حملته مجازر راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من أهالي ريف ديرالزور، بسبب القصف المتواصل والعشوائي من الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة.
والآن يعود نظام الإجرام الأسدي بإيعاز من المحتل الروسي ليدخل مناطق في شرق الفرات، مستفيداً من اتفاق سوتشي الأخير مع الأتراك بالتزامن مع انطلاق عملية نبع السلام فكانت الاتفاقية بمثابة إعطاء النظام موطئ قدم في المنطقة بتواطؤ واضح من قبل قسد، في حين انسحبت الأخيرة من بعض المناطق أمام الجيش الوطني والقوات التركية وتسليمها لميليشيات النظام بالتزامن مع تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على طول الحدود التركية في ريفي الحسكة والرقة.
خيارات المحتل الروسي للسيطرة على المناطق:
تعتمد استراتيجية الاحتلال الروسي في إخضاع المناطق المحررة – بحسب خبراء – إلى عدة أمور رئيسية أولها مايسمى بالمصالحة أو التسوية على غرار ماحدث في الجنوب السوري والغوطة مما أدى لسقوط المناطق بمقاومة ضئيلة وعودتها لحكم البعث، وفي حال فشل هذا الخيار تعتمد روسيا على الهجوم البري والجوي وسط هالة إعلامية وترويج كبير في محاولة لبث الرعب والخوف في صفوف المقاومين.
وإضافة لذلك تعتمد روسيا وسيلة لم تكن غريبة عن سلسلة إجرامها وهي استهداف المدنيين وارتكاب مجازر دموية وجرائم حرب بحق الأبرياء للضغط عليهم للقبول بالمصالحات في الوقت الذي فشل فيه الاحتلال الروسي ولكن برغم كل ذلك أثبت المدنيين في الشمال السوري وفي مقدمتهم أولئك الثوار الأحرار أن آلة القتل والتهجير لن تثني عزائمهم عن مواصلة الصمود حتى ينتزعوا حقوقهم من الحرية والكرامة انتزاعاً أو الموت دون ذلك.
لقد أثبتت التجارب الثورية قديما وحديثا أن ميدان القتال إلى جانب ميدان الحراك الثوري السلمي يزيد من فرص الانتصار ويعيد للثورة جذوتها وشبابها، لذلك يجدر بنا اليوم في ظل ماتشهده المنطقة الشرقية من تعقد للمشهد هناك وتداخل القوى الفاعلة وسباقها للسيطرة على أكبر قدر من المساحات الغنية بالثروات الباطنية أن نكون على قدر كافٍ من الوعي بطبيعة المعركة وأدواتها، مع العلم أن ثورة أهل الشرقية لن يحميها سوى أبناءها بالكلمة الحق والسلاح لفرض مطالبهم المشروعة، وتقرير مصيرهم ،وبناء كيانهم الذي يحقق طموحاتهم من الحرية والكرامة وإخراج المحتل وقطع الطريق أمام مخطط إعادة تأهيل النظام الطائفي في المنطقة الشرقية ليمارس القمع والاستبداد والقتل والحرق!
ولا زال الفاعل الأمريكي هو من بيده قرار السلم والحرب في سوريا ، ولكنه الانكفاء الأمريكي، واعتمادهم استراتيجية الغموض حتى يبددوا أحلام السوريين من أبسط حقوقهم من الحرية والكرامة وتقرير مصيرهم ، رغم تصريحاتهم الإعلامية وبعض القرارات وآخرها قانون قيصر التي لا أثر له على نظام الأسد بل إعطائه الشرعية لعشر سنوات قادمة مع تجويع مستمر للشعب السوري!
فهل تسلم أمريكا المنطقة الشرقية لنظام الأسد وروسيا على طبق من ذهب !
أم يملك أبناؤها حق تقرير مصيرهم بأنفسهم بعيداً عن النظام المجرم والمليشيات الإيرانية والروسية ؟
وما مصير كل من مدن ديرالزور والميادين والبوكمال في ظل انتشار المليشيات الإيرانية تحت حكم النظام المجرم!!
This Post Has 0 Comments